الرئيسية
البوابة
التسجيل
دخول
نشرت هذه القصيدة في صحيفة الجزيرة السعودية بتاريخ الأثنين 22 محرم 1430 العدد 13262
صه
شعر - ناصر العشاري
شَاهَدْتُ (غَزَّةَ) وهْيَ في الأخُدْودِ
وَالنّيْلُ عَبْرَاتيْ وَمِصْرُ خدوديْ
حَرَقوا الأعِزَّةَ عُزَّلاً جَوْعى وَقَدْ
وَقَفوا هناك بعبر مَسْدودِ
فاستشْهَدَتِ واللهِ (غَزَّةُ هَاشِمٍ)
وَتَلَفَّظَتْ بِشَهَادةِ التوحيدِ
لَمْ تَلْقَ غَيْرَ الموتِ فكَّ حِصَارَهَا
فأجَاءَهَا بِالنَّصرِ والتأييدِ
شَاهَدْتُهَا تُلْقي لَدَى اسْتبسَالِهَا
شيئاَ بِوَجْهِ الخائن الرِّعْديْدِ
نَزَعَتْ قِناعاً عَنْهُ في سَكَرَاتِهَا
فإذا بِهِ مُتَورم بِصَدِيْدِ
تَرَكَتُهُ يُنْغضُ رَأسَهُ مُسْتَحْسِناً
وَمُبَاركاً.. فُقِئَتْ عُيُونُ بليْدِ
لَمْ يَطو رَّمِتَهُ الثرى لمَّا يَرَى
جَوْفَ البلاهة مِعْبَرَاً للدُّودِ
يَسْعَى لَيَطْغى لَوْ رَأَتْهُ بَعُوضَةٌ
ضَحكَتْ عَليهِ بِمنْخرِ النَّمرودِ
مَهْلاً رُوَيداً أَيُّ ثأْرٍ قَادِمٍ
دَامٍ تَلَثَّمَ باللياليْ السُّوْدِ
في جُعْبَةِ الغَيْبِ المزَيْدُ وَإِنَّهُ
للحَقُّ والفُرْقانُ غَيْرُ بَعِيدِ
يَوْمٌ عَبُوسٌ قَمْطريرٌ للذيْ
مَازَالَ يَبْسُطُ كَفَّهُ بوصيدِ
فإذَا دَمَعْتُ فَليْ فَتِيْلُ مَشَاعِرٍ
لَمْ ينطفئْ وَأَمُدُّهُ بِوَقُودِ
أَبْكيْ لطفلٍ في الرُّكامِ وَقَدْ قَضَى
أَبَوَاهُ نَحْبَهُمَا فَأيُّ وَحِيْدِ
أَبْكيْ لِشَيْخٍ عاجزِ مُتَشَبِّثٍ
بابنٍ لَدَيْهِ مُمَزَّقٍ وَحَفيْدِ
لِفَتىً كفيفٍ أسْبلتْ عَيْنَاهُ إِذْ..
نَظَرَتْ إلى أَحْبابهِ كَحَصيْدِ
لأبِيَّةٍ هَتَكَ الأذِلةُ عِرْضَهَا
فاسْتَصْرَخَتْ يا للأُباةِ الصِّيْدِ
وَلِغَضَّةٍ قَدْ قُطِّعَتْ أطرافهَا
فَتَسَاءَلَتْ عَنْهَا تَشُجُّ قَصيديِ
أَبكيْ بُيُوتَ اللهِ تُهْدَمُ عُنْوَةً..
أَضْحتْ مَدَافِنَ رُكَّعٍ وَسُجُودِ
أَبْكيِ لِشَعْبٍ قَدْ أُبيدَ ولَمْ يَجِدْ
مِنْ نَاصرٍ أَبكيْ أَنَا لَوجُوديْ
لا تُعْجَبيْ أممٌ وَقَفْنَ شَوَاهِداً
مِنْ نِقْمَةٍ إنْ لمْ تَقِفُ بحدودِ
فَصَهٍ صهٍ إنَّ الكلامَ لَسُبَّةٌ
عِنْدَ الحَمَاسةِ وانصِهَارِ حَدِيْدِ
لا فُضَّ فوها القّاذِفَاتُ تَقُولُهَا
دُمْ دُمْ (نِزَارُ) لِتَحْتَفيْ بِشَهيدِ
لا فُضَّ فوهَا الأمَّهات اسْتَقْبَلَتْ
أكبادَها الأَشْلاءَ بالتَّغْريدِ
اَسِنَتْ دماءٌ لا تَفُورُ حَمِيَّةً
مَوْتى فلا يَسْريْ دَمٌ بِوَريْدِ
لا شيءَ يُكْتبُ بالمِدادِ وإنما
يكفي إِرَاقَةُ مُهْجَةٍ بِصَعيدِ
لا شيءَ تُنْشِدُهُ الحَنَاجِرُ إِنما
يكفي دويُّ مُجاهدٍ صِنْديدِ
شَتَّانَ ما وَغْدٌ يَمُوتُ بِتُخْمَةٍ
وَمُرَابطٌ يُغْتَالُ بَعْدَ صُمُودِ
للهِ مَنْ رَضَعُوا الشَّهادَةَ دَرُّهُمْ
هُمْ ما ارْتَضَوْا إلا حَيَاةَ خُلودِ
برَزُوا مِنَ الأرْحامِ في أَكْفَانِهمْ
تَركوا هُنَاكَ وَصيَّةَ المَوْؤُودِ
هَبُّوا إِلى الإِرْهابِ ثُمَّ تَفَجَّرُوا
بَيْنَ الحُشودِ تَحَزَّمُوا بِمُهودِ
صَرَخوا بَوجْهِ المُجْرمِينَ وَكَبَّروا
فاللهُ أَكْبَرُ مِنْ نَفِير يَهُودِ
صَرَخوُا فَمَا في الصُّورِ غَيْرُ صُراخِهِمْ
وتَقَدَّمُوا للمَوْقِفِ المشْهودِ
وَاسْتَلَّ طِفْلٌ رُوحَهُ مُتَحَدّياً
وَرَدَ الوَغَى بِلِسَانِهِ المَغْمُودِ
فَصَهٍ صَهٍ لا تُسْتَرَدُّ كَرَامةٌ
سُلِبَتْ وَيُمْحى العَارُ بالتَّنْديدِ
أَتَفُوحُ (غَزَّةُ) وهْيَ تُحرقُ.. أَمْعِنوا
في القَتْلِ وَالتَّجْويع وَالتَّشريْدِ
لِتَميزَ (غَزَّةُ) مُخبثاً مِنْ طَيِّبٍ
لِيَفوحَ (أُرْدُوغانُ) مِثلَ العُودِ
لِتَظَلَّ مِحرَقَةُ المروءَةِ هَا هُنَا
فَلَمُضْغَةٌ في الصَّدرِ كالجُلْمودِ
لَنْ تخمدُوهَا فالجَمَاجِمُ جَمْرُهَا
أنَّى لِنَارِ جَمَاجِمٍ بِخُمُودِ
وسَتَثْأَرُ الأَشْجَارُ وَالأَحْجَارُ إنْ
بَادَ العبَادُ بِقدرةِ المَعْبُودِ
يا أَهْلَ (غَزَّةَ) فاستريحوا وَاسْرُدوا
قِصَصَ البُطُولةِ وَحْدَكمْ لجدُودِ
وأْوُوا إِلى كَنَفِ الحَفيِّ فَإنّهُ
مَوْلاكُمُ لَنْ تُجْبَهُوا بِصُدودِ
لَنْ تُخْذَلوا أَوْ تُسْلَمُوا أو تُحْقَروُا
إِمَّا حَلَلْتُم في جِوَارِ وَدُودِ
أَطْوادَ (غَزَّة) لو وَصَفْتُ ثَبَاتكُمْ
لَنَشَرْتُ أطراسيْ لَكُمْ كالبيدِ
مَا قُلْتُ فيكم مَا يُقَالُ فَيُنْتَسَى
لكنَّ هَذّا القَولَ للترديدِ
يَارَبُّ أَنْتَ الواحدُ القَهَّارُ مَنْ..
يُثنى عَلَيْهِ لِذاتِهِ تَحْميْديْ
صه
شعر - ناصر العشاري
شَاهَدْتُ (غَزَّةَ) وهْيَ في الأخُدْودِ
وَالنّيْلُ عَبْرَاتيْ وَمِصْرُ خدوديْ
حَرَقوا الأعِزَّةَ عُزَّلاً جَوْعى وَقَدْ
وَقَفوا هناك بعبر مَسْدودِ
فاستشْهَدَتِ واللهِ (غَزَّةُ هَاشِمٍ)
وَتَلَفَّظَتْ بِشَهَادةِ التوحيدِ
لَمْ تَلْقَ غَيْرَ الموتِ فكَّ حِصَارَهَا
فأجَاءَهَا بِالنَّصرِ والتأييدِ
شَاهَدْتُهَا تُلْقي لَدَى اسْتبسَالِهَا
شيئاَ بِوَجْهِ الخائن الرِّعْديْدِ
نَزَعَتْ قِناعاً عَنْهُ في سَكَرَاتِهَا
فإذا بِهِ مُتَورم بِصَدِيْدِ
تَرَكَتُهُ يُنْغضُ رَأسَهُ مُسْتَحْسِناً
وَمُبَاركاً.. فُقِئَتْ عُيُونُ بليْدِ
لَمْ يَطو رَّمِتَهُ الثرى لمَّا يَرَى
جَوْفَ البلاهة مِعْبَرَاً للدُّودِ
يَسْعَى لَيَطْغى لَوْ رَأَتْهُ بَعُوضَةٌ
ضَحكَتْ عَليهِ بِمنْخرِ النَّمرودِ
مَهْلاً رُوَيداً أَيُّ ثأْرٍ قَادِمٍ
دَامٍ تَلَثَّمَ باللياليْ السُّوْدِ
في جُعْبَةِ الغَيْبِ المزَيْدُ وَإِنَّهُ
للحَقُّ والفُرْقانُ غَيْرُ بَعِيدِ
يَوْمٌ عَبُوسٌ قَمْطريرٌ للذيْ
مَازَالَ يَبْسُطُ كَفَّهُ بوصيدِ
فإذَا دَمَعْتُ فَليْ فَتِيْلُ مَشَاعِرٍ
لَمْ ينطفئْ وَأَمُدُّهُ بِوَقُودِ
أَبْكيْ لطفلٍ في الرُّكامِ وَقَدْ قَضَى
أَبَوَاهُ نَحْبَهُمَا فَأيُّ وَحِيْدِ
أَبْكيْ لِشَيْخٍ عاجزِ مُتَشَبِّثٍ
بابنٍ لَدَيْهِ مُمَزَّقٍ وَحَفيْدِ
لِفَتىً كفيفٍ أسْبلتْ عَيْنَاهُ إِذْ..
نَظَرَتْ إلى أَحْبابهِ كَحَصيْدِ
لأبِيَّةٍ هَتَكَ الأذِلةُ عِرْضَهَا
فاسْتَصْرَخَتْ يا للأُباةِ الصِّيْدِ
وَلِغَضَّةٍ قَدْ قُطِّعَتْ أطرافهَا
فَتَسَاءَلَتْ عَنْهَا تَشُجُّ قَصيديِ
أَبكيْ بُيُوتَ اللهِ تُهْدَمُ عُنْوَةً..
أَضْحتْ مَدَافِنَ رُكَّعٍ وَسُجُودِ
أَبْكيِ لِشَعْبٍ قَدْ أُبيدَ ولَمْ يَجِدْ
مِنْ نَاصرٍ أَبكيْ أَنَا لَوجُوديْ
لا تُعْجَبيْ أممٌ وَقَفْنَ شَوَاهِداً
مِنْ نِقْمَةٍ إنْ لمْ تَقِفُ بحدودِ
فَصَهٍ صهٍ إنَّ الكلامَ لَسُبَّةٌ
عِنْدَ الحَمَاسةِ وانصِهَارِ حَدِيْدِ
لا فُضَّ فوها القّاذِفَاتُ تَقُولُهَا
دُمْ دُمْ (نِزَارُ) لِتَحْتَفيْ بِشَهيدِ
لا فُضَّ فوهَا الأمَّهات اسْتَقْبَلَتْ
أكبادَها الأَشْلاءَ بالتَّغْريدِ
اَسِنَتْ دماءٌ لا تَفُورُ حَمِيَّةً
مَوْتى فلا يَسْريْ دَمٌ بِوَريْدِ
لا شيءَ يُكْتبُ بالمِدادِ وإنما
يكفي إِرَاقَةُ مُهْجَةٍ بِصَعيدِ
لا شيءَ تُنْشِدُهُ الحَنَاجِرُ إِنما
يكفي دويُّ مُجاهدٍ صِنْديدِ
شَتَّانَ ما وَغْدٌ يَمُوتُ بِتُخْمَةٍ
وَمُرَابطٌ يُغْتَالُ بَعْدَ صُمُودِ
للهِ مَنْ رَضَعُوا الشَّهادَةَ دَرُّهُمْ
هُمْ ما ارْتَضَوْا إلا حَيَاةَ خُلودِ
برَزُوا مِنَ الأرْحامِ في أَكْفَانِهمْ
تَركوا هُنَاكَ وَصيَّةَ المَوْؤُودِ
هَبُّوا إِلى الإِرْهابِ ثُمَّ تَفَجَّرُوا
بَيْنَ الحُشودِ تَحَزَّمُوا بِمُهودِ
صَرَخوا بَوجْهِ المُجْرمِينَ وَكَبَّروا
فاللهُ أَكْبَرُ مِنْ نَفِير يَهُودِ
صَرَخوُا فَمَا في الصُّورِ غَيْرُ صُراخِهِمْ
وتَقَدَّمُوا للمَوْقِفِ المشْهودِ
وَاسْتَلَّ طِفْلٌ رُوحَهُ مُتَحَدّياً
وَرَدَ الوَغَى بِلِسَانِهِ المَغْمُودِ
فَصَهٍ صَهٍ لا تُسْتَرَدُّ كَرَامةٌ
سُلِبَتْ وَيُمْحى العَارُ بالتَّنْديدِ
أَتَفُوحُ (غَزَّةُ) وهْيَ تُحرقُ.. أَمْعِنوا
في القَتْلِ وَالتَّجْويع وَالتَّشريْدِ
لِتَميزَ (غَزَّةُ) مُخبثاً مِنْ طَيِّبٍ
لِيَفوحَ (أُرْدُوغانُ) مِثلَ العُودِ
لِتَظَلَّ مِحرَقَةُ المروءَةِ هَا هُنَا
فَلَمُضْغَةٌ في الصَّدرِ كالجُلْمودِ
لَنْ تخمدُوهَا فالجَمَاجِمُ جَمْرُهَا
أنَّى لِنَارِ جَمَاجِمٍ بِخُمُودِ
وسَتَثْأَرُ الأَشْجَارُ وَالأَحْجَارُ إنْ
بَادَ العبَادُ بِقدرةِ المَعْبُودِ
يا أَهْلَ (غَزَّةَ) فاستريحوا وَاسْرُدوا
قِصَصَ البُطُولةِ وَحْدَكمْ لجدُودِ
وأْوُوا إِلى كَنَفِ الحَفيِّ فَإنّهُ
مَوْلاكُمُ لَنْ تُجْبَهُوا بِصُدودِ
لَنْ تُخْذَلوا أَوْ تُسْلَمُوا أو تُحْقَروُا
إِمَّا حَلَلْتُم في جِوَارِ وَدُودِ
أَطْوادَ (غَزَّة) لو وَصَفْتُ ثَبَاتكُمْ
لَنَشَرْتُ أطراسيْ لَكُمْ كالبيدِ
مَا قُلْتُ فيكم مَا يُقَالُ فَيُنْتَسَى
لكنَّ هَذّا القَولَ للترديدِ
يَارَبُّ أَنْتَ الواحدُ القَهَّارُ مَنْ..
يُثنى عَلَيْهِ لِذاتِهِ تَحْميْديْ
